بسبب تفشي وباء كوفيد 19 – كورونا المستجد منذ بداية عام 2020م، اتخذت كل بلدان العالم إجراءات عديدة من أجل الوقاية من انتشار هذا الفيروس والحد من سرعة انتشار الوباء، ومن هذه الإجراءات المتبعة الحجر الصحي والعزل والحجر المنزلي والحظر في الشوارع وإلغاء الانشطة التعليمية والاجتماعية والرياضية وغيرها، وهو ما اظهر العديد من الظواهر منها الجلوس في البيت فترة طويلة من الزمن ومكوث الأطفال دون أنشطة تعليمية أو اجتماعية فترة كبيرة، وانتشار حملات التوعية للجميع ومن بينهم الأطفال، في هذا المقال نناقش جانباً من هذه الأزمة بما يخص الأطفال.
حملات التوعية وحماية الأطفال أثناء انتشار فيروس كورونا
لقد ذكرت العديد من التقارير الصحية الصادرة من منظمة الصحة العالمية، أن الأطفال حتى الآن في مأمن من خطورة تفشي مرض فيروس كورونا، وهذا غير الشباب وكبار السن الذين يتعرضون للإصابة والعدوى بل والوفاة بشكل أكبر من فئة الأطفال.
وعلى الرغم من ذلك فالعديد من التقارير أوضحت بضرورة حماية الأطفال من انتشار هذا الفيروس، وتعليمهم كيفية الحماية من العدوى، والتوعية بنظافتهم الشخصية والبدنية تحسباً لأي أمراض أخرى في المستقبل سواء كانت ترتبط بانتشار فيروس كورونا أو أي وباء في المستقبل القريب أو البعيد.
وهنا تنتشر حملات التوعية بما يخص الأطفال سواء على شكل التقارير الإعلامية التلفزيونية والإذاعية، أو من خلال انتشار حملات التوعية في مواقع التواصل الاجتماعي والتي يتأثر بها الأطفال في الوقت الراهن مما سنتعرف بعد قليل، حيث يعتبر من أهم وسائل الحماية والتوعية.
الأطفال ومسؤولية الحماية من فيروس كورونا
يقع عبء الحماية بالطبع على الآباء والأمهات، وهذا بما يخص الأطفال وذلك بتعليمهم كيفية الحفاظ على الأطفال، أو بالتوعية المنتشرة وعرضها عليهم وتعليمهم هذه الإجراءات، ولكن السؤال هنا هل الحماية نفسها مسؤولية الأطفال أنفسهم؟
إنه يمكن بمزيد من الإجراءات يصل الطفل فيها للحماية من فيروس كورونا من خلال البحث عن هذه الإجراءات من شبكة الإنترنت أو من خلال التلفاز وغيرها من الوسائل لذلك فإنه من الممكن طبعاً حماية الأطفال لأنفسهم في هذا الجانب، خاصة في عصر نعتمد به على المعلومة والبحث عنها بشكل جيد وسهل في نفس الوقت.
هل توعية الأطفال بفيروس كورونا بسبب اتصالهم بالسوشيال ميديا
تعتبر السوشيال ميديا من أهم الوسائل الإعلامية في الوقت الحالي، حيث مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وغيرها من مواقع التواصل، وهذه المواقع لها وقع كبير على الأطفال الذين يستخدمونها في بعض الأحيان، لذلك تعتبر حملات التوعية بالحماية من فيروس كورونا على السوشيال ميديا هي أحد الوسائل للوصول إلى الأطفال وباقي الفئات.
ومن ناحية أخرى، فإن عدد المستخدمين في ازدياد على هذه المواقع، ومن ضمن الفئات التي تستخدم هذه المواقع الأطفال والشباب والمراهقين، وهو ما جعل المؤسسات الإعلامية خلال الشهور الأخيرة توجه جزء من قوتها الإعلامية والتوعوية إلى مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب الوسائل الإعلامية الأخرى.
لذلك فإن الشهور التالية قد تحمل العديد من الحملات التوعوية التي تؤثر في الأطفال من خلال الصور والفيديوهات أو غيرها من الوسائل، لذلك فإنها ستكون جزء أساسي من حماية الأطفال
نصائح في التعامل السليم مع الأطفال أثناء فترة الحجر الصحي المنزلي
يبدو أن انتشار فيروس كورونا مازال في مرحلة الخطر والذروة في معظم بلدان العالم، وهو ما يجعل الإجراءات مستمرة لمدة شهور طويلة آتية، وهو ما يجعل الأطفال في المنزل لفترات قد تطول في بعض الأحيان، لذلك على الآباء والأمهات أن ينتبهوا لضرورة التعامل السليم مع الأطفال خلال تلك الفترة، ومن هذه الأمور:
- تطوير قدرات الأطفال باللعب والأنشطة الرياضية المنزلية.
- إشراك الأطفال في القرارات الهامة ومنها مسؤولية حماية نفسه وأسرته من انتشار المرض.
- الاستمتاع مع الأطفال وافساح المجال لهم بالحوار النشط معهم واحترام عقولهم.
- إشباع الأطفال بكافة العواطف الإيجابية وتعويض الحرمان الذي تفرضه الحياة العادية التي كانت موجودة من قبل الحجر ومحاولة إصلاح الأضرار الاجتماعية في بعض الأسر.
- عدم إغراق الطفل في الأهداف الصعبة والمسؤوليات الجسيمة حتى يتم تجاوز هذه الأزمة بالنسبة لهم بشكل سليم من الناحية الجسدية والنفسية.
- تقليل دخول الطفل لشبكة الإنترنت يومياً ويمكن إبدالها بالأنشطة الترفيهية والرياضية والتعليمية وتنمية قدراتهم في القراءة والكتابة أو الرسم وغيرها من الهوايات المفيدة.
لقد أظهرت فترة انتشار وباء كورونا العديد من المظاهر الإجتماعية والنفسية والتعليمية وغيرها، وقد تكون هذه فرصة كبيرة من أجل بناء ثقة الأطفال في أنفسهم وتحملهم مسؤولية أنفسهم والآخرين.