الاخوة الأعداء.. لسنا بصدد رواية نيكوس كازانتزاكي الشهيرة، بل قصة عداء أخوين كانت لها صداها حتى الآن، الذي يتردد يومياً خاصة في الاوساط الرياضية، قصة إمبراطورية كبيرة انفصلت لتكون أعظم منتجات رياضية على الإطلاق حتى الآن.. قصة أديداس وبوما.
رادلوف داسلر وأخيه أدلوف داسلر، الألمانيان اللذان ولدا وعاشا في مدينة هرتسوغن آوراخ، بدأ طموح الاخوين عند تأسيس ورشة صغيرة لصناعة الاحذية، وهنا بدأ التنافس الصامت بينهما، أو بين رادلوف ( رودي) وأدلوف ( آدي) وهذان الاسمان سيكون لهما شأنا آخر بعد قليل.
التنافس الصامت بين رودي وآآدي أستمر طويلا لقد كان آدي هو المنفذ الحقيقي للصناعة، وأستطاع تطويرها شيئا فشيئا، واقتصر رودي لتنظيم الشركة الصغيرة، والتسويق للمنتجات، لقد أستطاع رودي بعلاقاته المتعددة أن يصل بمنتجات أحذية داسلر إلى أقدام العدائين في الاولمبياد وحققت نجاحا كبيراً، حتى أصبحت السبب في فوز الميداليات الذهبية وهذا ما تم تسويقه للناس.
بدأت المنافسة تحتدم بين الأخوين داسلر، وزاد من هذه المنافسة دخول السياسة من باب المصنع، لقد كانت ألمانيا تحت الحزب النازي، وانضم الأخوين إلى الحزب، ككل سكان البلدة، وحققا من وراء ذلك النجاح في تسويق حذاء داسلر في أولمبياد برلين، لكن لكل شئ ضريبته، لقد قامت الحرب العالمية الثانية بعد قليل، وانضم رودي الأخ الأكبر إلى صفوف الجيش، بينما مكث آدي في المصنع، والذي أصبح في عهدة الجيش النازي ككل مصانع ألمانيا من أجل المجهود الحربي، ويتحول المصنع من صناعة الاحذية الرياضية إلى صناعة أحذية وأحزمة الجنود مع صناعة أجزاء هامة من الدبابات.
لقد كانت فترة عصيبة على الأخوين، و أستمرت سنوات تبدل خلالها مزاج رودي المتقلب أكثر تجاه أخيه آدي، وبدأت المنافسة الفعلية ومن ثم الإنفصال بعد انتهاء الحرب ورجوع رودي إلى المصنع، لقد كان الشجار بين الأخوين يوميا.
انتهت شركة الأخوين داسر رسمياً في عام 1948م، ليتجه رادلوف إلى بناء شركة ” بوما” بينما أدلوف إلى بناء شركة أديداس، ليصبحا في مواجهة بعضهما.
لقد تسرب الإنفصال إلى سكان البلدة نفسها، من يختار بوما ينافس من يختار أديداس، لم يكن انفصالا بين السكان على مستوى الدين و العرق أو الجنس، لقد كان إنفصالا عميقاً ومؤثراً على مستوى الأمزجة، وهو ما كان منذ البداية بين الأخوين رودي وآدي ، ليتحول بين عملاقي الشركات الرياضية الآن ( بوما وأديداس)