العزيمة والاصرار هم أبرز ما يتميز به ابن قرية نجريج مركز بسيون التابعة لمحافظة الغربية بمصر، محمد صلاح النجم العالمي الذي استطاع أن يحفر اسمه في تاريخ كرة القدم المصرية والعالمية، أبو مكة الذي أستطاع الاستحواذ على قلوب وعقول المصريين بل ومعشوق الجماهير في انجلترا وخاصة في ليفربول.
الرحلة من نجريج إلى ليفربول كانت صعبة وشاقة على محمد صلاح، فهو لاعب متميز وموهوب بالفطرة، لكن الجد والاجتهاد كان عنوانه في هذه الرحلة، بدأ رحلته في المقاولون العرب واستطاع لفت الأنظار في سرعة كبيرة، لكن واجهته عقبة جميع اللاعبين في مصر، فهو أمام خيار الذهاب إلى أحد قطبي الكرة المصرية الأهلي أو الزمالك، وقد أختار الزمالك لكنه فشل بسبب عدم اقتناع المسئولين بموهبته!!
هنا تبرز موهبته ..إنها أكبر من مصر فسافر إلى بازل السويسري وتألق هناك خاصة عندما جائت الفرصة وقام بالتهديف ضد توتنهام، ثم تأتي النقلة الكبيرة عندما يتعاقد مع تشيلسي، لتأتي الفرصة لكنها ليست كما ظن الكثيرون أنها على طبق من ذهب، لقد كان الطبق مشروخاً.. يتعثر صلاح في تشيلسي بسبب مورينيو والذي يقرر أن يعيره إلى فورنتينا الإيطالي، لتبدأ رحلة الاجتهاد من صلاح أن موهبته تناسب ما هو أفضل، ينتقل إلى روما، وهنا ينطلق الفرعون المصري متحدياً الجميع مع ذئاب روما ويصبح هو الذئب الأقوى بينهم.
وبمكر الذئاب يتحسس صلاح خطاه نحو الأفضل.. إلى ليفربول، يقتنع يورجان كلوب به ويضمه إلى صفوف الريدز، وهنا تبدأ أسطورة ” مو صلاح”
مو صلاح كما يحلو لجماهير الريدز تلقيبه استطاع خطف قلوب الانجليز بالبساطة الذي جاء بها ويتعامل بها حتى الآن.. يسجد في أرضية الملعب بعد كل هدف حتى أصبحت أيقونة، يتعامل بتواضع مع الجميع، ضحكته الساحرة وبراءة وجهه جعلت منه محبباً، و بدموعه التي أحزنت الجميع في نهائي دوري أبطال أوروبا، يعبر ذلك عن براءته.
هذا التواضع الذي دفعه نحو الأعمال الخيرية التي يعبر بها عن حبه لقريته ولأبناء بلده، حتى أصبح لقب كل من يعرفه “أبو مكة .. ابننا”.وما بين محمد صلاح.. وأبو مكة ومو تستمر الاسطورة نحو المجد.