الخوارزميات هي مجموعة من العمليات الحسابية في الحاسوب والتي تتحكم في برمجته بشكل كامل، وهذه الخوارزميات تطوّرت بحيث أصبحت تتحكم في برمجة العمل في مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وكذلك التحكم في عمل المواقع الإلكترونية، وهذه الخوارزميات هي تطوّر فكرة اللوغاريتمات المخترعة على يد العالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي الذي اخترع علم الجبر.
في هذا المقال؛ نتعرف على الخوارزميات ومدى تحكمها في سلوكنا، من خلال 4 مظاهر هامة لهذا التحكم البرمجي في طموحنا ورغباتنا في التعامل مع هذه المواقع الإلكترونية ولا سيما مواقع التواصل الإلكتروني.
الخوارزميات تحلل كل شيء حولنا حتى رغباتنا
خوارزميات السوق كما يطلق عليها بعض المبرمجين وعلماء السوق الأمريكيين هي من تتحكم في السوق الأمريكية على سبيل المثال والمضاربات المالية في وول ستريت، إنها ذات الخوارزميات الرقمية التي تعمل على تحليل رغبات الأمريكيين الخاصة في الشراء والمضاربات وغيرها الكثير.
وإذا انتقلنا من هذه الفكرة إلى الخوارزميات والبرمجة للمواقع الاجتماعية على سبيل المثال، إنها تعتمد على فكرة بسيطة، وهي تحليل البحث الإنساني والرغبات التي نقوم بتلبيتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبالتالي تتحكم شيئاً فشيئاً في توجيه تلك الرغبات، إنها تخطت عملها إذن في التحليل إلى التوجيه.
الخوارزميات من التحليل إلى التوجيه في سلوكنا
ماذا تعرف عن جوجل؟ إنه محرك البحث الأكبر والأشهر والاقوى على الإطلاق، إنه يعتمد على الخوارزميات في معرفة ما يريده القائم بالبحث الآن، عبر ملايين التحليلات الرقمية لعمليات البحث وعلى الكلمات الأشهر بحثاً في جميع اللغات المنطوقة في البشرية الآن.
لذلك جوجل طوّر من الخوارزميات لتكون أكثر تحكماً وهيمنة على البحث الإنساني، ليس هذا فقط بل أكثر تحكماً في سلوكنا ذاته، فعندما تقوم بالبحث عن شيء، فجوجل يترجم أنك مهتم بهذا الأمر وبالتالي يخزن هذا الاهتمام ويطوّره ويقدمه لك على هيئة اقتراحات.
بعد هذه المرحلة تجد الخوارزميات تتطوّر في السنوات الأخيرة تطوّراً مذهلاً حول توجيهك نحو المحتوى المرغوب منك ذاته وتجعله محاطاً بك في كل شىء، فهي حتى الآن وعند هذه المرحلة التي نتحدث عليها تتحكم فقط في الاقتراحات فماذا عن التوجيه؟
الخوارزميات من التوجيه الاقتراحي إلى توجيه الأجهزة الذكية
إنها أصبحت متغلغلة في الأجهزة الذكية نفسها، فمثلاً فإن هاتفك الذكي أصبح يعرف طولك ووزنك ومقدار الخطوات التي قمت بمشيها في الدقيقة الواحدة وكذلك معرفة ما تفكر فيه من خلال تحليل البيانات والمعلومات الهامة عنك من خلال التعامل اليومي مع الهاتف الذكي.
وهذا يعني أن الخوارزميات اصبحت أكثر ذكاءًا منك وتتحكم في حياتك اليومية وهي جاهزة للتحكم في تفكيرك، وهذا نجده مثلاً في ساعة آبل التي تخبرك متى تقف ومتى تتحرك، وفي مواقع التواصل الاجتماعي التي تقترح عليك بعض الافكار الذي مازلت تفكر فيها لتقول لك ببساطة نحن نلبي رغبتك.
الخوارزميات في المستقبل قد تتحكم في إرادتنا الحرة
هذه الخوارزميات في المستقبل القريب ستتحكم في إرادتنا الحرة، إنها ستخبرنا عن ماذا نشاهد وكيف نعمل وأين نذهب وغيرها، وهذا حاصل اليوم ولكن سيكون بشكل مرعب في المستقبل، فهل يمكن التحكم في الخوارزميات وبرمجتها أم أن التكنولوجيا ستكون أكثر انضباطاً؟ وهذا ما أشك فيه للأسف.
في نهاية هذا المقال؛ فإن الخوارزميات لها أهمية بالفعل لتسهيل الحياة علينا ومواكبة السرعة في الرغبة والتفكير وغيرها من جوانب الحياة، ولكن عدم ضبطها قد تتحكم في كل ما نريده بل وتوجه لصالحها، فهل سنشهد تطوّراً مرعباً في هذا الطريق قريباً؟