لا شك ان الشائعات وخطرها على المجتمعات عامة، وعلى المجتمعات الإسلامية خاصة، من اكبر الاخطار، نظراً أنها تهدد سلامة المجتمع، وتماسكه خاصة إذا كانت هذه المجتمعات تواجه تحديات كبيرة في الوقت الراهن، وقد حث الإسلام والشرع الحنيف سواء كانت نصوص قرآنية أو أحاديث نبوية شريفة على ضرورة التثبت في الأخبار والتبين في الأحداث حتى لا يلهث أفراد المجتمع وراء الفتنة والأخبار الخاطئة غير الصحيحة، ومن ثم تنهار المجتمعات ولا تبنى على أسس سليمة.
ومن هذا المنطلق، نجد أن دور الفقهاء والعلماء الأجلاء خطيراً في تلك الحالة، لأنهم أهل الذكر، وأهل التبيان في الدين، وأصحاب التوجيه والإرشاد للعامة من المسلمين، والمنارة القويمة في عصور تلاطمت فيه الفتن كقطع الليل المظلم.
ومن هؤلاء العلماء فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان- حفظه الله، الذي ألقى محاضرة هامة على مسامع الحضور الكرام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في 12/03/1440 هــ بعنوان ( الشائعات حقيقتها وخطرها وسبل الوقاية والتحذير منها)، وقد أستعرض فيها الشيخ الكريم العديد من النقاط نلخصها في العرض التالي:
التحذير من الشائعات مسئولية الجميع وعلى رأسهم أهل العلم:
تناول فضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان في المحاضرة، دور أهل العلم في محاربة الشائعات وتبيان حقيقتها من خلال الوعظ والإرشاد وتوجيه عموم المسلمين، مؤكداً أن المجتمع البشري عامة، والمجتمع الإسلامي خاصة في حاجة إلى من ينقذه من امواج الشائعات والأفكار الهدّامة، وهذه مهمة العلماء خاصة في المجتمع الإسلامي الذي يتميز بوجود شرع ومنهج قويم من القرآن والسنة النبوية المطهرة ومنهج السلف الصالح، وهذا المنهاج بين أيدينا، ولا عيب فيه ولا عوج، إنما الأخطاء من انفسنا، مؤكداً أن المجتمعات بجميع أفرادها مسئولة عن مكافحة الشائعة وعلى رأسهم أهل العلم.
كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو السبيل الوحيد لإنقاذ المسلمين:
وأكد الشيخ الفوزان خلال محاضرته، أن كتاب الله القرآن العظيم، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هي السبيل القويم للمسلمين لإخراجهم من ظلمات الفتن إلى نور الحق، مسترشداً فضيلته بعدد من آيات الله في كتابه، والأحاديث النبوية الشريفة، مستعرضاً تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه الكرام لأسس المجتمع السليم القائم على طاعة الله ورسوله، وتطبيق منهج الحق دون سواه من المناهج والاهواء، وهذا هو السبيل الوحيد لإنقاذ المجتمع، ووصله إلى بر الأمان.
مسئولية المجتمع في الزود عن أوطانهم بمحاربة الشائعة وإظهار الحقائق بشتى السبل:
وفي خلال حديثه؛ أكد العلامة الفوزان، ان الدول العربية والإسلامية تواجه حملات شرسة، خاصة المملكة العربية السعودية، التي تواجه حملات من الأخبار و الشائعات والافتراءات المتتالية التي تحاول النيل من سياسات المملكة وجهودها الحثيثة في خدمة القضايا العربية والإسلامية، مشدداً على مسئولية المجتمع السعودي وكل محبين المملكة في الزود والدفاع عنها ببيان الحقيقة ومحاربة الشائعة والتثبت من جميع الاخبار، والفهم الصحيح لها.
المجتمعات الإسلامية تواجه حملات من الأكاذيب فكيف السبيل للدفاع عنها؟
وفي إطار حرص العلامة الشيخ الفوزان بالتواصل مع طلاب وطالبات العلم، فقد تلقى عدداً من الاسئلة الهامة في نهاية محاضرته حول الشائعات، مجيباً فضيلته على كل الأسئلة التي تمحورت حول سبل محاربة الشائعة والتثبت من الأخبار، ومحاربة أعداء الدين للتوحيد وحكام التوحيد من المسلمين عن طريق الإفتراءات والشائعات والأخبار الكاذبة التي تنال منهم، وضرورة ضبط وسائل الإعلام لكي تتماشى مع سياسة أولياء الأمور، ومنهج الإسلام الصحيح، وان يتحلى المجتمع المسلم في محاربة الأكاذيب لأنها في النهاية تهدد أمنهم وأوطانهم.
في نهاية المحاضرة؛ شكر الفوزان القائمين على جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجهودهم الرائعة حول نشر العلم والدعوة الوسطية الصحيحة، التي تهدف إلى تقدم المجتمع ورخائه واستقراره.