وفقاً للعديد من الدراسات الإجتماعية والنفسية، فإن المراهقين من أكثر الفئات الإجتماعية تأثراً بمواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيس بوك وتويتر وانستجرام، ويستوي في ذلك الفتيات والشباب، وقد اشارت إحدى الدراسات التي نشرتها كلية لندن بالإشتراك مع جامعة إسيكس البريطانية، أن الحالة المزاجية للمراهقين تتأثر بشكل كبير جراء إستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
في هذا المقال نتناول من خلال عدة نقاط، تأثير مواقع التواصل الإجتماعي على المراهقين، وكيفية التعامل الأسري تجاه المراهقين وضبط التعامل مع مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة، وذلك من خلال النقاط التالية.
مرحلة المراهقة من أصعب المراحل العمرية:
تعد مرحلة المراهقة من أخطر مراحل عمر الإنسان على الإطلاق، مما يجعل علماء النفس والاجتماع والتربية يخصصون دراسات خاصة بتلك المرحلة من خلال التعامل الأسري الحذر، وكيفية تربية الشباب والفتيات في تلك المرحلة وكيفية التعامل معهم.
ولعل التغيرات الفسيولوجية والنفسية والجسمية وغيرها، هي السبب الرئيسي في خطورة هذه المرحلة، حيث يعاني الشباب والفتيات في تلك المرحلة من العديد من المظاهر الجسمانية والنفسية والعقلية التي تؤثر في سلوكهم اليومي وطريقة حياتهم، لذلك يجب من فهم هذه التغييرات من جانب الاسرة، ثم وضع خطة لطريقة التعامل الحذر والجيد والمؤثر بالإيجاب مع الشباب والفتيات في تلك المرحلة العمرية التي تبدأ من سن الثانية عشرة حتى الثامنة عشرة .
ولعل أهم التغييرات في سلوك المراهق، هو ما يقسمه علماء النفس والإجتماع حول مظاهر هذه المرحلة، وهي مراهقة انسحابية ومراهقة عدوانية.
أما الانسحابية، هي عبارة عن التغييرات السلوكية التي تتمثل في الانعزال الطوعي للمراهق عن الاسرة والمجتمع المحيط، في إشارة إلى ضرورة ابتعاده واستقلاله عن الاسرة تماماً.
أما النوع الثاني وهي المراهقة العدوانية، هي عبارة عن بعض السلوكيات العنيفة التي يتسم بها المراهق في تعامله اليومي مع الاسرة، وهذا النوع ربما يكون النوع الأشهر الذي يتمثل في التمرد على كل المظاهر المحيطة، ومحاولة إبداء الرأي بعنف وتغيير المحيط بشكل عنيف ليس فيه حكمة، وبه الكثير من الرعونة التي قد تجلب المتاعب والمشاكل لهذا المراهق ومحيطه الأسري.
وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها في المراهقين:
ومن خلال التغيرات النفسية والجسمانية الكبيرة في مرحلة المراهقة، تبقى وسائل التواصل الإجتماعي من أكثر الوسائل حسب الدراسات الحديثة، من أكبر العوامل التي تؤثر في المراهقين مزاجياً وسلوكياً وصحياً.
فمن المؤشرات الخطيرة أن وسائل التواصل الإجتماعي تؤثر في تذبذب بعض الهرمونات مثل هرمون الميلاتونين مما يؤدي إلى تذبذب وخلل الرؤية الإبصارية، هذا إلى جانب الشعور بالاكتئاب الشديد مما يؤثر على هرمونات السعادة الدوبامين والسيروتونين.
هذا إلى جانب التعرض لبعض الأمراض والمشاكل الصحية الاخرى، والتي تتراوح بين بعض السرطانات الناتجة عن الأشعة الضوئية للهواتف وأجهزة الكمبيوتر، وما بين السكتة الدماغية والنوبات القلبية، واضطرابات النوم والقلق وغيرها من الأمراض النفسية.
ومن أخطر التأثيرات على الإطلاق، هي التأثيرات السلوكية الناتجة عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة للمراهقين، والتي تزيد من تفاقم الوضع السلوكي المتغير للمراهقين، ومن المظاهر السلوكية الشهيرة بسبب استخدام مواقع التواصل:
- العزلة عن المحيط الأسري.
- الشعور الدائم بالقلق والاضطراب.
- تقلب الحالة المزاجية.
- صعوبات التواصل الاجتماعي مع الآخرين.
- بطء التجاوب السلوكي والعاطفي وانعدام الذكاء الاجتماعي.
ولعل هذه التأثيرات الكبيرة في السلوكيات التي يعاني منها العديد من المراهقين بسبب الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي يجعل من أسئلة كيفية التعامل مع المراهقين في تلك المرحلة أسئلة شائعة ومنطقية، وهو ما نحاول أن نلقي عليه الضوء خلال النقطة الاخيرة من هذا المقال.
كيفية خطوات التعامل مع المراهقين:
من خلال هذه النقطة، نبدأ في وصفة لكيفية وضع خطوات جدية لكيفية التعامل مع المراهقين، وذلك من خلال النقاط التالية:
الحديث الطويل مع المراهق في أشياء متعددة، ومشاركة الحديث مع الاسرة من شأنه يقلل ساعات الاستخدام المفرط لمواقع التواصل او الخروج مع أصحاب السوء او غير ذلك من السلوكيات.
اشباع حاجة المراهق المعنوية والعاطفية من خلال العديد من الأنشطة الرياضية، أو الفنية، أو تعزيز مبدأ المكافأة والحب والتقدير بين الوالدين وبين المراهق.
شعور المراهق بالأمان يدفعه نحو الكثير من الإنجاز في حياته العلمية والشخصية، لذلك فإن شعوره بالأمان من جهة الوالدين من الأمور التي ينبغي أن تتم في تلك المرحلة الصعبة عمرياً.
وفي نهاية هذا المقال، يجب أن نؤكد أن مرحلة المراهقة من أهم المراحل التي تبنى فيها شخصية الإنسان، وتتشكل مواهبه وملامح مستقبله، لذلك يجب ان نهتم بها لأنها مرحلة ينتج عنها الكثير من الامور لمستقبل الشخص، وبالتالي مستقبل المجتمع تبعاً لذلك.